23‏/10‏/2012

كم اقراء



وجدت كثيراً من الناس يسألون وبشكل متواصل، كم كتاباً تقرأ في الشهر؟ وكم هو عدد الكتب المناسبة التي يجب أن اقرأها شهرياً؟ ويرتبط السؤال دوماً بسرعة القراءة.

يقولون دوماً إن المهم هو الكيف لا الكم، وهذا ينطبق على القراءة أيضاً، فليس مهما أبداً عدد الكتب التي يقوم الإنسان بقرائتها، بقدر أهمية ماهية هذه الكتب وطبيعة محتواها، وما إذا كانت تحقق له الوصول إلى أهدافه المرجوة من وراء قراءتها.

رأيت الكثير من القراء النهمين الذين يقرأون عشرات الكتب شهرياً، ولكن شيئاً من محتويات هذه الكتب لم ينعكس أبداً عليهم على أي صعيد. ورأيت كذلك من يقرأ كتاباً واحداً فيخرج منه بعشرات الأفكار التي تشعل همته وتجعله يصنع أشياء كثيرة، بل رأيت من استوقفته عبارة واحدة في كتاب وحيد، فتغيرت حياته رأساً على عقب وتحول إلى شخص آخر مختلف تماماً.

إن الكم ليس مهما بقدر الكيف، فلا يجب على الإطلاق أن يكون القارئ مأخوذا بهاجس أن يقرأ الكثير من الكتب في وقت محدد، مالم يكن ذلك مرتبطاً بدراسة أو وظيفة ، وأن يجعل هاجسه الخروج بالمعرفة والمعلومة، وأن يعيش تجربة ممتعة في أجواء الكتاب الذي بين يديه.

من كتاب د.ساجد العبدلي (اقراء) بتصرف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق