08‏/11‏/2012

اقتصادنا بعد النفط





تغريدات للأستاذ عبدالله الفهيد




اقتصادنا بعد النفط معالمه لم تتحدد بعد، وكل المؤشرات تحتم علينا العمل من الآن للاقتصاد البديل، ويجب أن لانتوهم أننا نسير في الاتجاه الصحيح.

من يتابع ارتفاع المصروفات الحكومية سنة بعد أخرى يعرف أن الانفاق الحكومي لن يستمر بنفس الوتيرة إلا لفترة محدودة.

كل الخطط الخمسية الحكومية تتحدث عن تقليل الاعتماد على النفط كمصدر دخل ولكنها لا تتحدث عن البدائل. فهل توجد بدائل؟

البدائل توجد ولكن ليست كالنفط من ناحية التكلفة والمردود، فالنفط لايكاد يعادله أي مصدر آخر قابل لاستمرار.

الميزة النسبية هي التي بوأتنا على عرش النفط، فهل توجد لدينا ميزة نسبية أخرى؟ نعم!

الحج والعمرة هما مصدر الدخل الأساس بعد النفط، ولكن ليس وفقا للبنية التحتية والفوقية الحالية.

كل الدول تبذل الجهود لتسويقها سياحيا، ونضطر نحن لتقييد عدد المتقدمين للحج والعمرة!

قد يقول قائل إن عدم التقييد سيجعل العدد فوق الطاقة الاستيعابية وهذا كلام صحيح.

إذا الحل هو استغلال الوفر المالي الحالي لتطوير كامل منطقة المشاعر والحرمين بحيث تكون الطاقة الاستيعابية اضعاف الحالية.

مشروع الجمرات عمل جبار ولكنه نقل عنق الزجاجة إلى الطواف وتحديدا الوداع بسبب تغييب النظرة التكاملية للتطوير.

تطوير المشاعر ينبغي أن يراعى فيه أمران مهمان. أولهما الناحية الشرعية واﻵخر النظرة الاقتصادية طويلة المدى.

في الحديث الصحيح يقول الرسول صلى الله عليه وسلم "منى مناخ من سبق"، ووفقا للوضع الحالي لايمكن العمل بهذا الحديث.

الحل هو تطوير منطقة المشاعر بدءا بعرفة ومرورا بمزدلفة ومنى ووصولا إلى الحرم المكي وانتهاء بالمطارات والموانئ.

تطوير المشاعر يبدأ بدورين تحت اﻷرض أدناهما يخصص للخدمات مثل المياه والكهرباء والإتصالات والصرف الصحي وتصريف السيول...

وخزانات المياه ومحطات التحويل الكهربائية ومحطات التبريد ومحطات تنقية المياه الرمادية لإعادة استخدامها في صناديق الطرد.

والدور تحت اﻷرضي مباشرة يخصص للنقل وصالات استقبال الفنادق ومحطات القطارات .

أما الدور الأرضي فيكون مفتوحا للمشاة ومتاحا للمفترشين تطبيقا لحديث "منى مناخ من سبق".

أما الدور الأول فيكون أيضا متاحا للمفترشين تعويضا عن اقتطاعات الأعمدة وأبراج المصاعد 
واتباعا حرفيا لنص الحديث.

كلا الدورين اﻷرضي واﻷول يجب أن تحوي المرافق العامة الضرورية بالطبع وتكون متاحة للعموم.

تبقى الأدوار بعد ذلك يكون عددها حسب مايراه المخططون للسنوات بل العقود القادمة.

هذه البنايات وﻷنها ستكون مخدومة بشبكة نقل على مدار الساعة يجري تشغيلها طوال السنة لخدمة الحجاج والمعتمرين.

ملكية هذه البنايات تتوزع بين ثﻻث جهات. النصيب الأكبر لصندوق الاستثمارات العامة والنصيبين اﻷقل للتقاعد والتأمينات.

وفقا لهذا المقترح فإن المعتمرين سيسكنون في منى ومزدلفة وعرفات وما بينهما.

عرفات خارج منطقة الحرم ومن الطبيعي أن تكون تكلفة السكن فيها للمعتمرين أقل. وهذا يتيح مجال واسع لشرائح اقتصادية متعددة.

الجهات الصحية والأمنية والخدمية تكون لها مقار دائمة لكن خارج المشاعر كبطن عرنة ووادي محسر واﻷطراف القماذية لمنى.

من الممكن انشاء محطة للقطارات بين عرفة ومزدلفة تستقبل الحجاج والمعتمرين القادمين من المطارات والموانئ .

تبقى بعد ذلك مسألة الطاقة الاستيعابية للطواف. وهذه يمكن التفكير فيها بعمق بمراعاة الناحية الشرعية.

هناك عدة أفكار لمعالجة الطاقة الاستيعابية للطواف. وفي البداية نذكر بأن الرسول صلى الله عليه وسلم طاف الوداع على ناقته.

مالذي يمنع من وجود مسار حلزوني للقطار يبدأ من اﻷعلى وينتهي باﻷسفل بعد إكمال الطواف؟

ينبغي التذكير بأن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أبعد مقام إبراهيم الذي كان ملاصقا للكعبة.

لو أعدنا المقام لمكانه ووضعنا دائرة منتظمة تغطي الكعبة والحجر وجعلنا الطواف بعد هذه الدائرة لخف الزحام لانتظام المسار.

داخل الدائرة تكون هناك مسارات تتصل بأنفاق من خارج المسجد تنظم تقبيل الحجر اﻷسود والملتزم ومسار الجنائز .

صحن الطواف الحالي غير منتظم. والطواف في اﻷدوار متعب بسبب قطر الدائرة. لم لاتعاد هندسة الحرم ليكون الطواف في أدواره أقصر؟

عدد أدوار الطواف يكون تقديرها وفقا للخطط الاستيعابية المقدرة للعقود القادمة.

لو وضع مسار حلزوني للطواف يبدأ من الدور السابع وينتهي بالدور اﻷرضي لحل جزءا كبيرا من زحمة الطواف.

الفنادق المقترحة في منطقة المشاعر ينبغي أن يراعى فيها أمران. اﻷول أن لاتكون مماثلة لنظام الفنادق.

والسبب أن نظام الغرف يحد من الطاقة الاستيعابية خصوصا في الحج وكذلك يزيد التكاليف.

والاقتراح أن يكون ثلثيه صالات بمنافعها وثلثه غرف.

الأمر الثاني أن يراعى أن تكون الطاقة الاستيعابية في منى مماثلة لتلك التي في عرفة وكذلك مزدلفة.

هذا ماتيسر إيراده وأسأل الله تعالى التوفيق.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق